نشأت كازوكو فوكودا في اليابان، ولم تعرف سوى حبوب منع الحمل والواقي كخيارات لمنع الحمل. لذلك عندما دخلت بصفتها طالبة تبادل في السويد إلى إحدى عيادات الشباب، تفاجأت عندما علمت بعشرات الوسائل الأخرى مثل الزرع والحلقات واللصقات.
هذه اللحظة أثرت فيها وعندما عادت إلى بلدها، بحثت عن هذه الخيارات الجديدة لتعلم أنه غير مصرح باستخدامها وليست متوفرة. وهكذا وُلدت ناندينيانو – وهي منظمة يابانية معنية بالصحة والحقوق الجنسية والإنجابية.
الجنس الآمن في اليابان
مصطلح ناندينيانو يعني “لماذا ليس لدينا؟” في اليابانية – عبارة غامضة بما فيه الكفاية لعدم الإضرار بالحساسيات المحلية ولكن لا تزال تطرح السؤال الصحيح. بدأت فوكودا “ناندينيانو” كوسم في عام 2018، بعد أن عادت من سنة التبادل في السويد؛ وهي التجربة التي جعلتها تدرك مدى تأخر اليابان في مجال الصحة الجنسية.
لقد أطلقت هذا المشروع بمطالب واضحة للغاية: التربية الجنسية الشاملة، ومجموعة متنوعة من وسائل منع الحمل الحديثة بأسعار معقولة، وخدمات الصحة الجنسية الصديقة للشباب، والوصول إلى حبوب الإجهاض.
“كانت هناك لحظتان دفعتاني لأفعل ما أفعله الآن. الأولى، كانت زيارتي لعيادة الشباب التي كانت مخصصة حصريًا للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و25 عامًا، ويعمل بها طبيب أمراض نسائية، وقابلة، وطبيب نفساني، ومستشارون. وهذا هو المكان الذي علمت فيه أن منع الحمل أكثر من مجرد حبوب منع حمل.” تتذكر فوكودا.
كانت اللحظة الثانية عندما شاهدت فوكودا حبوب منع الحمل الطارئة في صيدلية في السويد. “من الصعب العثور على حبوب منع الحمل الطارئة في اليابان. إنها تتطلب زيارة إلى الطبيب وتحتاج إلى وصفة طبية ويبلغ ثمن الجرعة الواحدة 100 دولار أمريكي؛ ويصل في بعض الأحيان إلى 200 دولار أمريكي. بينما في السويد، فهي متوفرة في الصيدليات وتكاليفها منخفضة تصل إلى 10 دولارات أمريكية؛ وهي مجانية للشباب في عيادات الشباب،” أفادت فوكودا.
العقبات والحواجز
يمثل السعر حاجزًا في اليابان حتى بالنسبة لحبوب منع الحمل العادية. تبلغ تكلفتها 20 دولار أمريكي شهريًا ولا يغطيها التأمين الصحي العام. “مع رسوم الزيارة الأولى وتحليل الدم المعتاد وعبوة الحبوب الشائعة لمدة 3 أشهر، تصل التكلفة الإجمالية إلى حوالي 100 دولار أمريكي. إنها ليست في متناول الشباب،” تؤكد فوكودا.
ولكن الاختيار والتوافر والقدرة على تحمل التكاليف ليست التحديات الوحيدة في اليابان. حسب ما أفادت به فوكودا، يعتبر الجنس أحد المواضيع المحرمة، وطريقة التفكير هذه تؤثر على جميع جوانب الحياة. “في اليابان، ليس من الشائع أن تذهب فتاة صغيرة إلى طبيب أمراض نسائية لأن الناس يربطون هذه الأماكن بالحمل. إذا ذهبتي إلى هناك وأنتِ طالبة في المدرسة الثانوية، فسيكون ذلك وصمة عار،” أفادت فوكودا.
بالإضافة إلى ذلك، تقول فوكودا، تطلب بعض العيادات أيضًا إذنًا من ولي الأمر إذا كنتِ مراهقةً أو أقل من 18 عامًا، بينما تطلب منكِ العيادات الأخرى توقيع مستند بعبارات مثل: أعلم أن ذلك لحالة طارئة وسأحاول عدم استخدامه مرة أخرى. وتقول: “نحن نوقع على هذا المستند ونقبل الوصمة بسهولة”.
استخدام وسائل موانع الحمل
نظرًا بهذه القيود، أفادت فوكودا، عدد قليل جدًا من النساء يستخدمن وسائل منع الحمل؛ على سبيل المثال لا تتناول حبوب منع الحمل سوى 3% إلى 4% من النساء. وهذا يجعل الواقي الخارجي أكثر الطرق شيوعًا لمنع الحمل.
“ومع ذلك، في ظل عدم وجود وعي بشأن كيفية استخدام الواقي والتكلفة الكبيرة لحبوب منع الحمل الطارئة، يمكنكِ أن تتخيلي مدى الإحباط والصعوبة التي تحمي بها نفسكِ، خاصةً بالنسبة للشابات،” تؤكد فوكودا.
التربية الجنسية
تُعد المعرفة مشكلةً أخرى. تقول فوكودا إنه لا توجد معلومات يسهل الحصول عليها من الحكومة أو غيرها من المنظمات الموثوقة. “هناك مواقع إلكترونية معنية بوسائل منع الحمل ولكن الأكثر شيوعًا تنتمي إلى العلامات التجارية ولا تقدم معلومات عن الصحة الجنسية والعنف الجنسي والموافقة الجنسية. وهناك أيضًا بعض المواقع الإلكترونية الصغيرة غير المفيدة. وهذا يجعل النساء مرتبكين ومرتابين،” أفادت فوكودا.
عندما يتمكن الناس من الوصول إلى التربية الجنسية، كما هو الحال في بعض المدارس الثانوية، لا تكون المعلومات متوازنة. وأفادت فوكودا: “يوضح أحد المخططات التعليمية التي تشرح الواقي وحبوب منع الحمل أن الواقي متوفر على نطاق واسع بينما حبوب منع الحمل غير متوفرة وباهظة الثمن؛ كما يوضح أن الواقي ليس له آثار جانبية ولكنه يُظهر قائمة من الآثار الجانبية لحبوب منع الحمل، مما يعيق الوصول إلى المعلومات التي تخيف الفتيات ويجعلهن لا يرغبن بها،”
حبوب منع الحمل والنظام الأبوي
في حالة ما إذا كانت المرأة تخطط لاستخدام وسائل منع الحمل، فإن الرجال لديهم رأي كبير في ذلك نظرًا لأن المجتمع يهيمن عليه النظام الأبوي بقوة. “لقد سمعت عن حالات يُنصح فيها باستخدام وسائل منع حمل معينة، فالفتاة تطلب موافقة صديقها ولا تستخدمها إلا عندما يقول نعم؛ وبعض الفتيات تبدأن باستخدام طريقة لأن صديقها اقترحها بناءً على تجربته مع حبيبته السابقة. وهناك أيضًا حالات يقترح فيها الصديق منع الحمل للنساء كدعم للواقي الذكري،” تقول فوكودا.
ومع ذلك، تضيف أن هناك أيضًا علاقات لا يتدخل فيها الرجال في طريقة اختيار النساء لحماية أنفسهن.
نظام الدعم
نظرًا لهذه القيود، توصي فوكودا النساء اللواتي يستخدمن وسائل منع الحمل بالبحث بأنفسهن عن أطباء أمراض نسائية موثوقين. “من الجيد أن يكون لديكِ شخص تثقين به بمجرد بدء استخدام حبوب منع الحمل لأنه من الأسهل طلب المساعدة. ولكن إذا كانت لديكِ تجربة سيئة، فلا تقبلي أي شيء وابحثي عن شخص آخر،” تؤكد فوكودا.
تحث فوكودا الناس أيضًا على الاعتراف بوسائل منع الحمل كحق من حقوق الإنسان. “هذا مهم جدًا. إذا تم التعامل معها على أنها خدمة إضافية، فسيُنظر إليها على أنها تسهل ممارسة الجنس أكثر أو ممارسة الجنس مع شركاء متعددين،” تؤكد فوكودا، داعيةً الناس إلى توقيع التماسين مهمين: سهولة الوصول إلى وسائل منع الحمل الحديثة وحبوب منع الحمل الطارئة.
وأضافت أن المعلومات والتعليم هما الخياران الوحيدان لتصحيح هذا الأمر. تطلب فوكودا: “يرجى تثقيف نفسك، ليس من خلال الإباحية ولكن من خلال العلم والبحث،”
هذا هو الجزء الأول من سلسلة مكونة من جزأين عن استخدام موانع الحمل في اليابان. سيتم نشر الجزء الثاني الشهر المقبل ووضع رابط له هنا.
في حالة الرغبة في مشاركة شيءٍ ما يرجى ترك تعليق أدناه، أو التواصل معنا عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي لدينا: فيسبوك وإنستجرام وتويتر، أو إرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى info@findmymethod.org. لمزيد من المعلومات عن وسائل منع الحمل، يرجى زيارة findmymethod.org
معلومات عن المؤلف: سيسيليا شغوفة بالحقوق الجنسية والإنجابية، وهي مديرة البرامج في “فايند ماي ميثود”.